الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة منصف السلّامي يتحدث عن الارهاب والتوظيف السياسي للنادي الصفاقسي.. والزحاف وعبد الناظر ..وعلاقته بالنداء والغنوشي

نشر في  16 جويلية 2014  (19:07)

خفت على النّادي الصّفاقسي من التوظيف السّياسي، لذلك أعلنت رغبتي في رئاسته 

بعض النجوم توهموا انهم تحولوا الى أبطال، فأصبح بعضهم "يلعب على هواه"

ضيفنا اليوم هو منصف السّلامي رئيس اللّجنة العيا للدّعم في النادي الرّياضي الصفاقسي، وأحد مشاهير الرّياضة الذين ينتمون إلى «حزب نداء تونس»، هذا فضلا عن دوره كرجل أعمال وإقتصاد فاعل وناجح في تونس..
لذلك إستضفناه في حوار مطوّل إمتزجت فيه الرّياضة بالسّياسة فكانت هذه المصافحة مع رجل تحدّث لـ «أخبار الجمهورية» بجرأة لا متناهية حول ما يحصل في «السي-آس-آس» وفي البلاد بشكل عام.. «توب» إلی الحوار:

كيف تقيّم الموسم المنقضي للنادي الصفاقسي.. ومن يتحمّل مسؤوليّة الخيبة في نهائي الكأس؟

النادي الصفاقسي عاش في الموسم الفارط على غرار كلّ النوادي صعوبات مالية كبيرة أثّرت عليه بشكل أو بآخر، لكن بفضل تضحيات هيئة لطفي عبد الناظر وبقيّة المدعّمين نجحنا في تذليل الصّعاب وتجاوز الصّعوبات..
أمّا بخصوص ما وصفته بالخيبة، فأنا لا أشاطركم الرّأي باعتبار وأنّ الهزيمة والرّبح والنّجاح أو الفشل في الفوز بالألقاب والكؤوس داخل في قانون اللّعبة وبالتّالي لا داعي لتضخيم الأمور، لكن هذا لا يمنعني من القول إنّ هناك أخطاء تسبّبت في عدم فوز النادي الصفاقسي بالبطولة أو الكأس.

وفيما تتمثّل هذه الأخطاء؟

لم أقصد القول إنّ هناك أخطاء متعمّدة لأنّي على يقين أنّ الهيئة ورجال النادي هدفهم خدمة «السي-آس-آس» بإخلاص وقيادته إلى أعلى المراتب، لكن في كلّ المجالات ومهما كانت الاجتهادات لا مفرّ من الوقوع في بعض الأخطاء عن حسن نيّة وهذا ما يتطلّب إستيعاب الدّرس منها وتداركها لما فيه مصلحة النادي الصفاقسي مستقبلا.

لم تكشف لنا عن الأخطاء الحاصلة والتي تستوجب الإصلاح؟

نحن في النّادي الصفاقسي عائلة واحدة وأخلاقنا تمنعنا من التشهير بأخطائنا على أعمدة الصّحف، وتواصلنا مع الهيئة المديرة ورئيسها لطفي عبد الناظر يسمح لنا بإبداء رأينا في بعض المسائل في إطار من السّلوك الحضاري وبعيدا عن أيّة تشنّج على أن يبقى تطبيقها من عدمه من مشمولات الهيئة المديرة..

بعد أن تمّ تقديم المدرّب حمّادي الدوّ كـ «كبش فداء» وتعويضه بـ «فيليب تروسيي» كيف تحكم على هذا الإختيار؟

أوّلا لنتّفق أنّ المدرّب حمّادي الدوّ قام بواجباته تجاه النادي الصفّاقسي بكلّ حرفيّة، والهيئة لم تقدّمه كـ «كبش فداء» بدليل أن هذا المدرّب أكمل موسمه على رأس الفريق، لكن أصحاب القرار في «السي-آس-آس» بعد عمليّة تقييم شاملة رأوا أنّه من الصّالح تغيير الدوّ وتمّ الإنفصال بطريقه حضاريّة.. أمّا بخصوص «فيليب تروسيي» فلا يشكّ عاقلان في سجلّه وسيرته الذّاتيّة كمدرّب، ومع ذلك فلا يجوز الحكم عليه إلّا بعد أن يأخذ وقته في تدريب الفريق..

سي منصف تردّد في الفترة الأخيرة أنّ التيّار لم يعد يمرّ بينك وبين لطفي عبد النّاظر، وهو ما جعلك تهدّد بمنافسته على رئاسة الجمعيّة، فماذا تقول في هذا الشأن؟

أطمئن كلّ الصّفاقسيّة أنّه لا وجود لمشاكل عميقة مع رئيس النادي لطفي عبد النّاظر بل أنّ الدّافع الوحيد الذي حرّكني في الفترة الأخيرة وجعلني أعلن عن رغبتي في الترشح لرئاسة النادي الصّفاقسي من جديد هو أنّي خفت من وجود بعض العناصر في «السي-آس-آس» تريد تسييس الهيئة المديرة وهذا ما لن أسمح به لأنّ نادي عاصمة الجنوب دوره رياضي وتربوي واجتماعي، أمّا السّياسة فلا ولن يكون لها مكان في الجمعيّة..
في كلمة النادي الصفاقسي جمعيّة رياضيّة وليست حزب النهضة أو نداء تونس أو أيّ حزب آخر..

كيف ترى حظوظ النادي الصّفاقسي في رابطة الأبطال خاصّة وأنّ الفريق تنتظره قبل عيد الفطر مباراة حاسمة أمام الترجي الرّياضي؟

كلّ ما أقوله في هذا الشّأن هو إنّني أتمنّى أن يحالف النجاح النادي الصفاقسي في مواجهات رابطة الأبطال القادمة..

لماذا برأيك «السي-آس-آس»خسر عدّة ألقاب رغم أنّه يزخر بنجوم من فئة فخر الدين بن يوسف وفرجاني ساسي وعلي معلول ومحمد علي منصر ورامي الجريدي وغيرهم؟

حسب إعتقادي النادي الصفاقسي دفع فاتورة غياب التنسيق بين اللّاعبين، ومن ثمّة غابت اللّحمة بينهم وأصبح كلّ منهم «يلعب على هواه»، هذا فضلا على أنّ بعض النجوم توهّموا أنّهم تحوّلوا إلى أبطال وأصبح تركيزهم منصبّا على الفلوس والعروض الخارجيّة وزاد الإعلام والمقرّبين منهم في نفخ رؤوسهم فقلّ تركيزهم وتراجعت النتائج في وقت ما..
كرئيس للّجنة العلياء للدّعم، ماذا قدّمتم للنادي الصّفاقسي، وهل هناك تواصل بينكم وبين الهيئة المديرة؟

نحن نتواصل بشكل حضاري مع الهيئة ولا نبخل عليهم بالدّعم، هذا دون نسيان الدّور الذي يلعبه سي لطفي عبد الناظر ومن معه في توفير السّيولة المالية للجمعيّة.
ما هو موقفكم كأحد رموز الجمعيّة في ما حصل بين فئة من الجماهير ورئيس النادي في الندوة الصحفيّة التي نضّمت لتقديم الإطار الفنّي الجديد؟

أنا ضدّ أيّ تصرّف يمسّ من الهيئة ورئيسها، أوّلا لأنّ هذه الانزلاقات لا تشرّف مدرسة النادي الصفاقسي، وثانيا لأنّ الأحّباء الذين يطالبون بالانتدابات القيّمة والفوز بالألقاب عوض أن يشتموا رئيس النادي والمسيّرين كان عليهم دعم الجمعية ماديّا حتّى تتمكّن الهيئة من القيام بالانتدابات المرجوّة..
كما أقول إنّ هذه العناصر إذا كانت لها إحترازات على سياسة الهيئة فهناك أساليب حضاريّة يعبّرون بها عن مواقفهم دون الخروج عن النصّ وهتك أعراض النّاس..
هناك حديث في الكواليس عن تحرّكات يقوم بها صلاح الزحّاف للإطاحة بلطفي عبد النّاظر فما صحّة ذلك؟

أنا أعرف جيّدا مستوى صلاح الدّين الزّحاف ولا أخاله يأتي هذه التصرّفات.. نعم من رابع المستحيل أن يفعل الزّحاف ذلك.

ماهي رسالتك لهيئة عبد الناظر والأحبّاء؟

أعترف أنّ الهيئة مقصّرة في حقّ الأصناف الشابّة، لذلك أدعوها إلى تلافي ذلك ومزيد العناية بأجيال الغد، كما أنصحها بالانفتاح على محيطها..
أمّا بخصوص الأحبّاء فهم مدعوون لضخّ السيّولة المالية ومساعدة الهيئة على تنفيذ برامجها..

سي منصف، لنغيّر مجرى الحديث ونغلق ملف النادي الصفاقسي، كرجل أعمال كيف تقيّم الوضع السّياسي في تونس ونحن على أبواب إنتخابات تشريعيّة ورئاسيّة؟

لست راض عن الأوضاع السّياسية التي ساهمت في نفور المواطنين من التسجيل في الانتخابات والهروب من القيام بواجب التّصويت مستقبلا وهو أكبر خطر يهدّد تونس، لذك أدعو النخبة السّياسية وأحزاب النهضة ونداء تونس والجمهوري وبقيّة الاحزاب بالتحرّك والبحث عن أسباب عزوف التونسيّين عن التسجيل في الانتخابات.
برأيك ما سبب نفور التّونسي من التسجيل؟

أعتبر أن تشتّت الأحزاب يقف وراء هذه الظاهرة السلبيّة، كما أقول إنّه من المفروض أن يركّز السياسيون على الانتخابات التشريعيّة قبل الرّئاسية لأن الأولى هي الأساس..
من جهة أخرى لا بدّ من الإعتراف بأنّ الكثير من التونسيين بعد 14 جانفي 2011 صاروا أنانيّين وغابت عنهم الوطنية وتناسوا مصالح البلاد وركّزوا في البحث عن المصالح الذاتية والمطالبة بالحقوق دون أن يتحمّلوا مسؤولياتهم تجاه الوطن، ومن هناك حلّت الفوضى والانفلات الاخلاقي والتهوّر في السيّاقة وانتشار الاوساخ في كلّ مكان وغاب الانتاج وعوّضه الكسل والتواكل وهذا ما قلته للشيخ راشد الغنوشي حين اعترفت له أن النهضة علّمت العباد ألّا يعوّلوا على أنفسهم بقدر تواكلهم على الدّولة.. بمعنى المواطن أصبح «فرايجي»..
والوضع الاقتصادي وغلاء المعيشة اللذان جعلا المواطن «يشوف بعينو ويموت بقلبو»، ماذا تقول عنهما؟

دون فلسفة أقول أن غياب الانتاج واندثار قيمة العمل من عقلية التونسي هو سبب غلاء المعيشة، هذا فضلا عن أنانية وجشع الوسطاء بين المنتج والمستهلك ممّا ساهم في لهيب الأسعار الذي ساهم فيه أيضا تهريب المنتوجات التونسية الذي يبدو وأن بعض السّياسيين والاحزاب تمتّعوا من وراءها بشكل أو بآخر..

ماهيّ الحلول برأيك لمقاومة الإرهاب الذي صار يتهدّد أمننا في كلّ لحظة؟

القضاء على التّجارة الموازية يؤدّي إلى مقاومة الإرهاب لأنّها مصدر لتمويل العناصر الإرهابيّة، وهذا لا ينفي مسؤوليات الحكومات المتعاقبة التي لم تتعامل بصرامة مع ملف الارهاب.
من هوّ الوجه السّياسي الذي تراه غير معني بـ «خبزة القاطّو» التي يتهافت عليها أغلب السيّاسيين؟

للأسف أغلبيّة السّياسيين يبحثون عن الوصول إلى سدّة الحكم والانتفاع بالقطعة الاكبر من «خبزة القاطّو»!

إنتماؤك إلى حزب «نداء تونس»، هل حصل عن قناعة، أم أنّ مصالحك الخاصة هي من فرضت هذا الاختيار؟

أنا أنتمي فعلا إلى حزب «نداء تونس» لكنّي في الآن ذاته أناصر الاحزاب التي تدافع عن مبادئ الجمهورية والديمقراطية وخلافا لذلك لا توجد في ذهني أيّة مصالح شخصيّة، بل المصلحة الأولى والأخيرة بالنسبة لي هي مصلحة تونس وشعبها فقط.

حاوره: الصحبي بكار